موسكو – شبكة_الخبر – في إطار تعزيز التعاون الاقتصادي وتنمية الموارد الطبيعية، شهدت العلاقات السودانية-الروسية انطلاقة جديدة من خلال تحالف استراتيجي يهدف إلى إحياء قطاع التعدين في السودان. يأتي هذا التحالف في وقت حاسم حيث يسعى السودان إلى استثمار ثرواته المعدنية الضخمة، عبر شراكات حقيقية تعتمد على الثقة والمصالح المشتركة والتقنيات الحديثة.
وأكدت وكيل وزارة المعادن السودانية، هند صديق، خلال مشاركتها في منتدى كازان بروسيا السبت، أن التكامل الاقتصادي لم يعد خيارًا بل ضرورة تفرضها متطلبات العصر، لا سيما في ظل تبادل الموارد والمعرفة والتكنولوجيا بين الدول. وأوضحت أن السودان بحاجة ماسة وعاجلة لبناء شراكات تقوم على أسس متينة من الثقة والتنمية العادلة، لتمكين التعاون الاقتصادي الذي يمثل بوابة نحو مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا.
وأبرزت هند دور قطاع التعدين كأحد الركائز الاقتصادية الأساسية للسودان، مشيرة إلى أن هذا القطاع يشكل مجالًا خصبًا لجذب الاستثمارات وتوظيف التقنيات الحديثة في الاستكشاف والإنتاج. وذكرت أن الدعم الروسي للسودان في هذا المجال يعود إلى سبعينات القرن الماضي، من خلال مشاريع التخريط الجيولوجي والجيوكيميائي والجيوفيزيائي في منطقة البحر الأحمر، إلى جانب التعاون المشترك ضمن اللجنة الوزارية السودانية الروسية المشتركة التي تأسست عام 2013.
وقد نتج عن هذا التعاون تنفيذ مشاريع عدة، على رأسها إعداد الخارطة الميتالوجية للسودان بمقياس رسم 1:1,000,000، التي تعكس الإمكانيات المعدنية الهائلة التي يتمتع بها السودان. غير أن هذا المشروع توقف مؤقتًا بسبب الظروف الأمنية في البلاد، إلا أن هناك جهودًا مستمرة لاستئنافه. كما كشف البيان عن وجود عدد من الشركات الروسية العاملة في قطاع التعدين السوداني، من بينها شركة “اليانز” التي تعتبر من كبريات شركات التعدين المنتجة، إضافة إلى شركات أخرى في مراحل الدراسة والاستكشاف.
يشكل هذا التحالف السوداني الروسي علامة فارقة في مسار التنمية الاقتصادية للبلاد، ويضع السودان على خريطة الاستثمار العالمي في قطاع التعدين، معززًا بذلك فرص الاستقرار والتنمية المستدامة.
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.