فادي عيد يكتب : بعد زيارة ترامب للخليج.. حقيقة ما يحدث في الشرق الأسوأ

الفرحة تغمر قلوبنا لأي دولة عربية تحقق أي انجاز من أي نوع خاصة لو كانت تلك الدولة كالحبيبة سوريا، ولكن العقل يطرح اسئلة لا يجب تجاوزها ابدا، وفي تلك النقطة الاختلاف بيننا وبين الفئة التي أعمت أعينها ايدولوجيتها، وذهبت ترى الأمور حسب أهوائها.

المشهد في المنطقة وربما العالم كله يبدو غير طبيعي وسرعة الأحداث فيه مرعبة، المشهد في كشمير، القدس، الحجاز، الشام، ليبيا، الجزائر، السودان (ولنا وقفة مع أخر ثلاث دول)، حتى في الفاتيكان الذي يفترض ان تكون فيه الأمور طبيعية جاءت أكثر غرابة، اعلان وفاة البابا فرنسيس، ترامب ينشر صورة على أنه البابا الجديد، وبعدها يتم انتخاب الكاردينال روبرت فرنسيس بريفوست ليصبح أول بابا أمريكي للفاتيكان بأسم ليو الرابع عشر، نعم من أمريكا البروتستانتية جاء بابا الكاثوليك !!!

ما علينا دعونا من الفاتيكان ودهاليزه واسراره ونركز على تفاصيل الشرق، وكالعادة في الشام دوما المفتاح، والمفتاح الجديد “الجولاني” يعطينا في كل تحرك له حقيقة ما يحدث في المنطقة بعيدا عن محاولات تضليل الإعلام العربي لعقول شعوبنا.

فما الذي تغير في المشهد كي يتغير الجولاني 180 درجة هكذا، وهو من صرح على قناة الجزيرة 2015، فائلا: “ليس هناك أي ثقة في هولاء الحكام العرب وحكام الخليج هولاء الناس يدافعون عن عروشهم وكراسيهم، فكلما اقترب الخطر من الكرسي كلما هبوا لنصرة هذا الكرسي، المشكلة ان هذة الاشياء بسبب حاكم يريد الاستيلاء على عرشه والكرسي فسخر كل الموارد من اجل خدمة هذا الكرسي فأصبحوا يدفعون الجزية لامريكا، هولاء الحكام العرب يدفعون جزية لامريكا”

قبل ان يدق الجولاني أبواب روتشيلد في باريس مر على غرفة الاتصال الخاصة بإسرائيل في المنطقة (الإمارات) وهناك تم التواصل مع إسرائيل بشكل مباشر، وأكثر وضوحا من أي مرة تواصل فيها الشرع مع إسرائيل عبر هاكان فيدان مدير المخابرات التركية سابقا ووزير الخارجية حاليا، وجدد التزامه بعدم مطالبة إسرائيل بالجولان أو حتى غيرها، والدخول في الاتفاق الإبراهيمي، والاقليات… الخ حتى اخر نقطة وتلك متروكة حتى وقتها وهي الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، وتلك ستكون كما جاء الإتفاق الإبراهيمي، ستتصدر الإمارات والبحرين المشهد في العلن وسيلحق بهم الجميع سرا حتى يأتي وقت العلن.

.. ذلك كان من الجولاني لإسرائيل عبر الإمارات، اما ما كان من الجولاني لترامب عبر السعودية، فكانت أبرز التنازلات التي سيقدمها احمد الشرع أو الجزية ان دق التعبير وحسب وصفه هو وقت ان كان جولاني قبل اللوك الجديد، وبعد ان تم تسجيلة في نفس خانة زيلينسكي بدفتر ضرائب ترامب على التابعين.. المعادن النادرة، توسع التواجد العسكري الأمريكي في سوريا، قطع أي اتصال بري بين إيران ولبنان، ترك السماء مفتوحة للطيران الأمريكي والإسرائيلي، إخراج المقاتلين الأجانب من المعادلة، عدم تصدير الأفكار الثورية والمتطرفة لدول الجوار، تدمير ما تبقى من ترسانة الجيش العربي السورى هذا ان تبقى منها شئ بعد الضربات الإسرائيلية المكثفة… الخ.

والأن عرفنا لماذا اختار ان يلعب الشرع ووزير خارجيته كرة السلة (اللعبة الأولى في الولايات المتحدة) وهو مرتديا رابطة العنق الأمريكي، قبل ان يتقدم في الرياض للرئيس الأمريكي بمشروع برج يحمل اسمه في دمشق “برج ترامب”.. وللعلم العقوبات معلقة ولم ترفع فالأمريكي أمهل السوري أثناء اجتماعهم في تركيا مهلة 6 أشهر لتنفيذ مطالب ترامب.

خلاصة القول من حق كل شعب في المنطقة ان يفرح كما يشاء السعوديين لما قاله ترامب من أشعار في المملكة، والسوريين لرفع العقوبات عن سوريا، وأرجو من الأمويين الجدد ان لا ينسوا ان تلك العقوبات منذ عقود ورغم ذلك كانت سوريا قوية صناعيا وثقافيا أكثر من أي دولة بالمنطقة، وكانت الدولة العربية وربما الإسلامية الوحيدة التي لديها إكتفاء ذاتي من القمح، وان يفرح القطريين لان هدية بلادهم لترامب هي أغلى هدية.. الخ، ولكن علينا ان نرى الأمور بعقولنا، فلا يعقل بعد كل ما مرت به المنطقة منذ الربيع العبري في 2011، وما كتب وقيل في كشف حقيقة المؤامرة الكبرى ان نهلل مع الأطفال التي تهلل حولنا لكون معرفة إن أمهم حامل رغم غياب وجود الأب منذ سنوات طويلة.

فأنا لا الوم الشرع أو الغير شرع فيما يفعله اليوم، ولكنى أعاتب كل غبي صدق كلامه بفتح الشام، وتحرير الاقصى، وفتح روما، وهو من فتح الشام برا وجوا وبحرا على مصرعيه للتركي والأمريكي والإسرائيلي، ولم يوجه رصاصة واحدة على الاحتلال الإسرائيلي بل على أقليات وطنه، وكان من أوائل المعزين في رحيل بابا روما، وبالأمس كان يجلس يتيما في غرفة منفصلة على أمل ان يلتقي بالناظر دونالد ترامب بصحبة راعيه بن سلمان وولي أمره على الهاتف أردوغان، ليقدم هو أيضا فروض الولاء والطاعة ودفع أكبر كم ممكن من الجزية كي يحافظ على كرسيه من التصدع.

واللبيب بالإشارة يفهم

أخيراً وليس آخراً الفارق الزمني بين الصورتين التي في الأسفل أقل من 7 أشهر.. فسبحان الله من كان يقاتل الأمريكان في العراق هو نفسه يركع لهم في السعودية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *