من قلب فصله الدراسي، عاد محمد جلال إلى بيته ملفوفًا في كفن.
ود مدني – شبكة_الخبر – في صباح بدا عاديًا، حمل الطفل محمد جلال الأمين حقيبته وتوجه إلى مدرسة جَبَر النموذجية شرق ودمدني، ولم يكن يدري أن المقعد الذي جلس عليه سيكون آخر محطة في حياته.
بينما كان يتفقد أغراضه أو ربما يلهو بشيء لفت انتباهه بين أطراف الفصل المتآكلة، وقعت الفاجعة: انفجرت طلقة من سلاح “دوشكا”، تركتها الحرب مرمية بين جدران الطفولة. ومات محمد.
ثلاثة من زملائه أُصيبوا بجراح، بعضهم فقد الوعي من هول الانفجار، والبعض الآخر لن ينسى الصوت، ولا الدماء التي لطخت دفاترهم.
بحسب مصادر محلية، فإن الطلقة التي انفجرت كانت من مخلفات الحرب المترامية داخل الأحياء والمدارس والمزارع، في واحدة من أكثر مشاهد الانهيار مأساوية، حيث تتحول المؤسسات التعليمية إلى ساحات موت، لا معرفة.
من ترك الرصاص بين دفاتر الأطفال ؟ من يحاسب الحرب حين تدخل المدارس ؟
المدرسة الآن مغلقة. الجدران مكسوة بآثار الانفجار، والطلاب في صدمة. الأهالي يصرخون في وجه الغياب الرسمي، ويطالبون بفرق مسح وتطهير عاجلة، قبل أن تتحول كل مدرسة إلى فخٍ للموت.
في بلدٍ تتنفس فيه الحرب كل يوم، بات على الأطفال أن يفتشوا فصولهم لا عن الأقلام… بل عن القنابل.
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.