الجيش يواصل تقدمه : فك حصار الدلنج وتوسيع العمليات في كردفان وأمدرمان

الخرطوم – شبكة_الخبر – أحرز الجيش السوداني، الثلاثاء، تقدمًا ميدانيًا لافتًا في عدة جبهات قتال، أبرزها ولاية جنوب كردفان، حيث سيطر على بلدة الحمادي الاستراتيجية في مسعى لفك الحصار المضروب على مدينة الدلنج، ثاني أكبر مدن الولاية، والمحصورة منذ شهور تحت ضغط خارطة السيطرة المعقدة بين الجيش وقوات الدعم السريع والحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو.

وأفادت مصادر عسكرية لـ”سودان تربيون” بأن “متحرك الصيّاد”، وهو تشكيل قتالي تابع للجيش، بسط سيطرته على بلدة الحمادي بعد معارك ضارية مع قوات الدعم السريع. وتكتسب البلدة أهمية خاصة لكونها رئاسة نظارة قبيلة الحوازمة، وتقع على بُعد نحو 26 كيلومتراً من مدينة الدبيبات، ما يمنح الجيش موقعًا متقدمًا يمكنه من التقدم نحو مناطق محاصرة جنوب كردفان.

الدلنج تحت الحصار: أزمة إنسانية متفاقمة

ظلت مدينة الدلنج تعاني من حصار خانق منذ الشهور الأولى للنزاع المسلح، مما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني وظهور مؤشرات مجاعة، مع انعدام حاد في المواد الغذائية والدوائية. وتعد السيطرة على الحمادي خطوة استراتيجية نحو فتح ممرات إغاثية وكسر الطوق العسكري المفروض على المدينة.

عمليات متزامنة شمال وغرب كردفان

في الوقت ذاته، وسّع الجيش عملياته العسكرية في جنوب الأبيض بشمال كردفان، كما أكد مواصلة الضغط باتجاه مدينتي أبو زبد والفولة في غرب كردفان. وتشير مصادر عسكرية إلى أن الجيش يسعى لتأمين المحور الجنوبي – الغربي في الإقليم، وربطه ميدانيًا بجبهات جنوب كردفان.

وتشهد مدينة النهود معارك ضارية لليوم الثالث على التوالي بين قوات الدعم السريع والقوة المشتركة المتحالفة مع الجيش، وذلك بعد أن كانت النهود ومحلية الخوي قد سقطتا بيد الدعم السريع في مطلع مايو. وفي 11 مايو، استعادت القوات الحكومية بلدة الخوي وتقدّمت غرباً، غير أن المعارك تجددت وسط كر وفر مستمر.

أمدرمان: الجيش يتقدّم والدعم السريع يرد بمسيّرات

وفي العاصمة الخرطوم، واصلت قوات الجيش تقدمها في منطقة صالحة بجنوب أمدرمان، حيث أعلنت سيطرتها على أحياء الجامعة والشقلة، بما في ذلك رئاسة جامعة أمدرمان الإسلامية ذات الطوابق العالية، والتي كانت تشكل نقطة تمركز حرجة لقناصة قوات الدعم السريع.

غير أن القتال في غرب أمدرمان اتخذ منحىً أكثر خطورة بعد استهداف طائرة مسيّرة تابعة للجيش سوقًا مكتظًا بالمدنيين في الحارة 27 بمنطقة دار السلام، ما أسفر عن مقتل 10 مدنيين على الأقل، بحسب مصادر محلية. وتخضع المنطقة لسيطرة الدعم السريع، وتشهد تدهورًا أمنيًا متسارعًا مع تصاعد الانتهاكات بحق المدنيين.

طريق الصادرات في مرمى السيطرة

وتسعى القوات الحكومية إلى فرض سيطرتها على كامل غرب أمدرمان، بما يشمل طريق الصادرات (أمدرمان – بارا)، الذي ما يزال تحت سيطرة قوات الدعم السريع، ويُعد شريانًا اقتصاديًا حيويًا يربط العاصمة بشمال وغرب كردفان.

المأساة الإنسانية تتعاظم

وفي ظل تزايد الانتهاكات والضربات العشوائية، يتدهور الوضع الإنساني في مناطق النزاع، لا سيما غرب أمدرمان وجنوب كردفان. وتواجه البلاد تحديًا مزدوجًا: استمرار النزاع المسلح، وتفاقم الأزمات الإنسانية في ظل غياب أي أفق سياسي لحل شامل.


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *