النداء الأخير: الأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية لا تُبقي ولا تذر

الخرطوم ـ شبكة_الخبر – في نبرة ملؤها القلق واليأس، أطلقت الأمم المتحدة “النداء الأخير” لإنقاذ ملايين الأرواح في السودان، بعد أن بدأت شرايين الحياة الإنسانية في الجفاف تحت وطأة تراجع التمويل الدولي.

حذّرت كليمنتين نكويتا-سلامي، المنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان، من أن تقليص الدعم الإنساني يمثل ضربة قاضية لملايين المواطنين الذين يقفون اليوم على حافة المجاعة والانهيار الكامل.

وقالت نكويتا-سلامي، في تغريدة نشرتها على منصة “إكس” (تويتر سابقاً) الثلاثاء:

“مع تراجع التمويل، تتضاءل كميات الغذاء والدواء والدعم، ويبدأ الأمل في التلاشي سريعاً. التمويل ليس مجرد أرقام، بل هو شريان حياة لملايين يكافحون من أجل البقاء.”

ودعت المانحين الدوليين إلى التحرك الفوري، مشددة على أن التأخير في تقديم الدعم يعني ترك الملايين لمصير مظلم.

“نناشد المتبرعين أن يضاعفوا دعمهم لإنقاذ الأرواح”، أضافت بنبرة ملحة.

أزمة إنسانية بلا هوادة

السودان اليوم يواجه ما تصفه وكالات الإغاثة بأنه “واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم”، مع نزوح أكثر من 10 ملايين شخص داخل وخارج البلاد، وتفاقم حالة انعدام الأمن الغذائي ليطال أكثر من 18 مليون شخص، منهم خمسة ملايين على وشك المجاعة، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA).

وعلى الرغم من هذا المشهد المأساوي، لم تحصل خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2025 سوى على 12% فقط من إجمالي التمويل المطلوب والبالغ 2.7 مليار دولار.

تحذيرات تتكرر… والمأساة تتعمق

سبق وأن أطلقت الأمم المتحدة تحذيرات مشابهة خلال الأشهر الماضية، غير أن الاستجابة الدولية بقيت دون الطموح. وكيلة الأمين العام للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، كانت قد وصفت في مارس الأزمة السودانية بأنها “منسية وغير مرئية بالنسبة للكثير من العواصم”، في إشارة واضحة إلى تجاهل العالم لمعاناة ملايين السودانيين.

ومع استمرار القتال وتدهور الاقتصاد، بدأت تظهر مؤشرات مقلقة لتفشي أمراض وسوء تغذية في مناطق معزولة ومحاصرة، في ظل تراجع القدرة على إيصال الإغاثة.

صرخة في وجه التجاهل

رسالة الأمم المتحدة واضحة وصريحة: إذا لم يتحرك العالم الآن، فإن الكارثة المقبلة في السودان ستكون شاملة ومدمرة، لا تُبقي ولا تذر.

إنها صرخة في وجه التجاهل، ونداء مفتوح لكل من يملك وسيلة للإنقاذ… فهل من مجيب؟


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *