«حفاة في صحراء الموت» : طويلة تحتضن الفارين من جحيم زمزم

طويلة – فرانس برس – بين حرّ الصيف وقسوة النزوح، تحوّلت بلدة “طويلة” في شمال دارفور إلى ملاذ مؤقت لعشرات الآلاف من النازحين الذين فرّوا من أتون الحرب في الفاشر ومخيم زمزم. لكن هذا الملاذ، الذي يفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة، يُنذر بكارثة إنسانية ما لم يتحرّك العالم بسرعة.

وصلت عزيزة إسماعيل إدريس مع أطفالها الخمسة إلى طويلة بعد رحلة شاقة هرباً من الهجمات العنيفة على مخيم زمزم. تقول: “لم نحصل على ماء ولا طعام، وأطفالنا لم يمنحهم أحد شيئاً”.

هذه هي المرة الثالثة التي تنزح فيها إدريس منذ اندلاع الحرب في السودان في إبريل 2023.

في الخيمة التي لا سقف لها، وبين أعواد القصب القصيرة، تحاول عزيزة تجميع ما تبقى من كرامة في وجه الإهمال، بعد أن سرقوا منهم كل شيء على الطريق الصحراوي إلى طويلة.

أما حواء حسن، التي نزحت من مخيم نيفاشا، فتقول إنهم يعيشون فقط على تضامن السكان المحليين: “المنظمات لم تصلنا بعد”.

● التحديات الإنسانية:

وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، فإن مدينة طويلة استقبلت نحو 300 ألف نازح في الأسابيع الأخيرة. لكن إيصال المساعدات بات صعباً بسبب بعد المدينة وانتشار نقاط التفتيش والطرقات غير الآمنة.

ثيوبولد فيندلر، من منظمة أطباء بلا حدود، يقول: “لم نكن مستعدين لهذا الحجم من النزوح… الاحتياجات مهولة”.

نواه تايلور، من المجلس النرويجي للاجئين، يضيف: “الموارد لا تكفي، وهناك فجوات هائلة في مجالات الصحة والمأوى والطعام”.

● أرقام ومؤشرات :

درجات الحرارة تتجاوز 40 درجة مئوية.

يضطر الأطفال للنوم في العراء وتحت الأشجار.

النساء والأطفال يقفون في طوابير طويلة للحصول على الماء.

أكثر من مليون شخص في شمال دارفور يواجهون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي.

ما تعيشه طويلة هو نموذج مصغر لكارثة ممتدة في السودان، حيث تتكسر جهود الإغاثة أمام الحواجز الأمنية، ويغيب التمويل الدولي عن مشهد متخم بالمعاناة. وإن لم يتحرّك العالم سريعاً، فإن هذه الأزمة ستتحوّل من كارثة إنسانية إلى جريمة صمت.


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *