«من رماد الدمار إلى نهضة جديدة» .. وزير الري يتفقد وزارته المحترقة بالخرطوم

الخرطوم – شبكة_الخبر – وسط أطلال الخراب وروائح الحريق العالقة في جدران وزارة الري العتيقة بشارع النيل، وقف الوزير المهندس ضو البيت عبد الرحمن كمن يعلن بدء معركة البناء من بين الرماد. لم تكن زيارته مجرد تفقد لمقرٍ محطَّم، بل رسالة تحدٍ وإصرار على أن مؤسسات الدولة – مهما أُحرقت – ستنهض من جديد بإرادة من فيها.

في حضرة العاملين الذين احتشدوا رغم الألم، توهّج الأمل مجددًا. وبينما تروي الجدران قصص الدمار، تحدث الوزير عن المستقبل، وعن إرادة لا تعرف الانكسار. فالحرب دمّرت الحجر، لكنها لم تنل من عزيمة البشر.

الوزير الذي جال على المكاتب المحروقة الااثن والنوافذ المهشّمة، لم يخفِ أسفه من حجم التخريب، واصفًا ما جرى بأنه “تجسيد لحقد مليشيا آل دقلو على نهضة السودان”، مؤكداً أن تدمير البنية التحتية للوزارة لم يكن عشوائيًا، بل يندرج ضمن مشروع لإضعاف مؤسسات الدولة وضرب مفاصلها الإنتاجية.

رغم الصورة القاتمة، تعهد الوزير بإعادة تأهيل الوزارة، وإطلاق عملية صيانة عاجلة لتهيئة المكاتب الآمنة، حتى يعود العاملون لأداء مهامهم “من داخل المؤسسة لا من خارجها”، كما قال. أما العاملون، فكانوا على الموعد مع وزيرهم، مشيدين بزيارته ومثمنين جهوده في دفع عجلة استعادة النشاط من بين الأنقاض.

ولأن التعافي لا يتم في عزلة، فقد التقى الوزير أيضًا باللواء الركن السماني الطيب، قائد منطقة جبل أولياء، حيث أكد الجانبان أهمية تكامل الأدوار بين المؤسستين في ما يخص أعمال الصيانة الطارئة وتأمين الاتصالات، ضمن خطة أوسع لإعادة تشغيل مؤسسات الدولة الحيوية.

وحدها الإرادة تبني من الركام دولة، ووحدهم من يتمسكون بالأمل في عزّ المحن، قادرون على صناعة فجر جديد. وفي وزارة الري، بدأ هذا الفجر يتسلل، على استحياء، من بين شقوق الجدران المحروقة.


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *