من الحرب إلى اللجوء : رحلة السودانيين في مصر بين الألم والأمل

القاهرة ـ شبكة_الخبر – تتزايد أعداد السودانيين الذين يفرون من الحرب الدائرة في بلادهم نحو مصر، هربًا من صراعٍ مرير ألقى بظلاله على حياتهم وحياة أسرهم. إن الهجرة واللجوء لم تكن دائمًا خيارًا، بل أصبحت ضرورة قصوى في ظل الأحداث الدامية التي شهدها السودان منذ اندلاع النزاع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. الحرب التي تمزق أوصال الوطن دفعَت بالكثير من المواطنين إلى النزوح إلى الجوار، لا سيما إلى جمهورية مصر العربية التي لطالما كانت ملاذًا للكثيرين من أبناء السودان في مختلف الأوقات.

في مصر، حيث يحتضنهم الشعب والحكومة بتكافل إنساني، بدأ السودانيون في إعادة بناء حياتهم من جديد رغم الصعوبات. هناك، على أرض الكنانة، لا يجد اللاجئون فقط مأوى، بل يجدون يدًا تمد لهم العون وتساندهم في أوقات الحاجة. أعدادهم تتزايد يومًا بعد يوم، والعديد منهم وصلوا حديثًا بعد أن تعرضت مدنهم وقرىهم لدمار شامل. بعضهم جاءوا بحثًا عن الأمان، والبعض الآخر آملًا في استعادة حياةٍ طبيعية كان قد سلبها الصراع.

ومع تزايد أعداد اللاجئين، تأتي مبادرات دعم عديدة من قبل الحكومة السودانية في الخارج وبعض الجهات الخاصة مثل شركة “سوداغاز”، التي أطلقت مؤخرًا مبادرة “أرض الخير المجانية للعودة من القاهرة إلى الخرطوم”، وهي خطوة تحمل في طياتها شعورًا عميقًا بالمسؤولية تجاه هؤلاء الذين وجدوا في مصر أملًا للنجاة، وها هم اليوم يعودون إلى وطنهم في رحلة أمل جديدة رغم التحديات.

لكن الأمل لا يتوقف عند العودة، فالشعور بالألم الذي تحمله ذكريات الحرب واللجوء لن يختفي بين عشية وضحاها. ولكنه يكمن في إصرار هؤلاء الناس على بناء وطنهم من جديد. في مصر، وعبر هذه المبادرات الإنسانية، تتجسد صورة أخرى للسودانيين: صورة من الصمود والإرادة في مواجهة المحن، مؤكدين أنهم رغم المحن التي اجتازوها، لم يفقدوا الأمل في العودة إلى وطنٍ يعمرونه بالأمل، ولن تثنيهم التحديات عن الاستمرار في مسارهم نحو غدٍ أفضل.

هذه الرحلة التي بدأت بالألم، ستكون نهايةً بالتحول؛ فالعودة إلى الوطن هي بداية جديدة، حيث تسهم مبادرات مثل “أرض الخير” في تقوية الروابط الإنسانية والتضامن بين الشعبين السوداني والمصري، وفتح أفق جديد للأمل في مستقبلٍ يعيد للسودانيين كرامتهم وحريتهم.


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *