الموت على عتبة الطائرة : جندي يُهزم بالهلع قبل أن يُغادر الحرب

نيالا _ شبكة _ الخبر لم يسقط في ساحة المعركة، ولم تقتله رصاصة أو شظية، بل أسقطه الخوف في لحظة كان يُفترض أن تكون بداية الشفاء. الجندي حسن فضل الكريم، أحد عناصر قوات الدعم السريع، توفي في مطار نيالا بولاية جنوب دارفور، بعد نوبة هلع داهمته إثر قصف جوي، بينما كان ينتظر نقله للعلاج خارج البلاد.

كان حسن، البالغ من العمر 38 عامًا، قد أُصيب خلال معارك عنيفة شهدتها مدينة الفاشر في فبراير الماضي، ونُقل إلى نيالا لتلقي العلاج. ومع تدهور حالته الصحية، تقرر ترحيله خارج السودان لاستكمال العلاج، لكن الحرب لم تُمهله.

في السبت الماضي، وبينما كان في باحة مطار نيالا، حلّقت طائرة مسيّرة تابعة للجيش السوداني، وأطلقت قذائفها على المطار، مخلفة قتلى من قوات الدعم السريع، وتدمير طائرة شحن وسيارة نقل. ورغم أن حركة الطيران لم تتوقف، إلا أن الصدمة كانت أقوى من قدرة حسن على الاحتمال.

سقط الجندي متأثرًا بهلع شديد، نُقل إلى المستشفى، لكنه فارق الحياة في اليوم التالي، كما أكد أحد أقربائه لموقع “دارفور24”. نعاه قريبه عبر “فيسبوك” بعبارة مقتضبة: “علة لم تمهله طويلًا”، دون التطرق لتفاصيل ما حدث في تلك اللحظات الأخيرة.

رحل حسن بصمت، وترك وراءه سؤالًا ثقيلًا: كم من الجنود في السودان تُثخنهم الحرب، لا بالجراح وحدها، بل بما لا يُرى ولا يُسمع؟ الموت، في بلاد الحرب، لا يحتاج إلى رصاصة. يكفيه ظل طائرة.


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *