«أرواحٌ بلا ذاكرة» .. كيف خذلنا قتلى الحروب في السودان؟

الدوحة _ شبكة _ الخبر 

يقول النطاس والأديب السوداني د. أمجد سلمان:

“في زاوية من متحف الحروب الاسكتلندية بقلعة إدنبرة، يتوقف الزائر أمام اسم محفور بعناية: كامبل فيرغسون، جندي اسكتلندي سقط في 12 أبريل 1918 خلال الحرب العالمية الأولى. ليس وحده. إلى جانبه قائمة طويلة: 583 ضابطًا، و10,630 جنديًا، جميعهم موثقون بالأسماء والتواريخ، كأنما يقول لهم الزمن: لن ننساكم.”

ويضيف سلمان عبر صفحته على منصة فيسبوك:

“هناك، لكل قتيل قصة محفوظة، وصورة مؤطرة، وربما رسالة وداع. في الغرب، لا يُدفن الجنود في الصمت، بل يُستحضرون كعِبَر، ويُخلَّدون كأشخاص. أما عندنا، في السودان، فالحال مختلف تمامًا.”

ويتابع:

“منذ تمرد عام 1955، وحتى الحروب الأهلية المتجددة اليوم، سقط آلاف السودانيين في معارك داخلية: باسم الوطن، أو الدين، أو الهوية، أو السلطة. لكن معظمهم غابوا بلا أسماء، بلا شواهد، بلا سجلّ. ماتوا كما تُزهق أرواح الظلال، لا توثيق ولا اعتراف. صاروا أرقامًا في بيانات دولية، لا وجوه لهم ولا قصص خلف أسمائهم.”

وفي لحظة تأمل أمام لوحة الشهداء في أدنبرة، يقول سلمان:

“همستُ لنفسي : الفرق بيننا وبينهم أن موتاهم يُوثَّقون، أما نحن فقتلانا يُنسَون. لا يجد المكلوم في السودان ضريحًا يواسيه، ولا متحفًا يخلّد فقيده، ولا كتاب تاريخ يروي كيف رحل أولئك الذين ضحوا.”

ويختم:

“هكذا تتكرر المأساة، لأننا لا نتذكر. ولأننا لا نوثق. ومن لا يحفظ أسماء شهدائه، يُعيد أخطاءه دون أن يدري.

وفي سؤال أخير، أتركه مفتوحًا في القلب والذاكرة: ياتو رصاص… ما بعدو خلاص؟”


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *