«السودان والإمارات» .. تعال نتعاتب بحنيَّة ونخلّي الحُب ياخد مجراه!

شعرانيات – أبوذر الشعراني

قبل أيام أعلن مجلس الأمن والدفاع جملة قرارات حاسمة وإجراءات تصعيدية عقب الأحداث العاصفة التي شهدتها مدينة بورتسودان شرقي البلاد جراء استهداف مسيرات “حديثة” منشآت عسكرية المدينة الساحلية الساحرة على ضفاف البحر الأحمر.

وقرر مجلس الأمن والدفاع وقتها “قطع” العلاقات الدبلوماسية بشكل رسمي مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وسحب السفارة والقنصلية العامة هناك، مشددًا على أن السودان يحتفظ بحقه الكامل في الرد بكل الوسائل المشروعة وفقًا للمادة (51) من ميثاق الأمم المتحدة.

مجلس الأمن والدفاع اتهم دولة الإمارات بدعم “المليشيا” التي ارتكبت بدورها انتهاكات جسيمة في مناطق متفرقة من البلاد فضلاً عن دعمها بأحدث الآليات والمعدات العسكرية وآخرها “الطيران المسير الصيني” المسيرة الاستراتيجية التي ظلت تحلّق فوق سماء المدينة لأسبوع كامل

استغرب البعض من خطوة مجلس الأمن وفي رأسهم تساؤلات كبيرة : هو بالله العلاقة من زمان ما مقطوعة يعني ؟

خرج الناطق الرسمي باسم الحكومة ووزير الإعلام خالد الإعيسر وبين أن العلاقة بين السودان والإمارات (نفور) ومنذ زمن – ولكن مراعاة للشعب السوداني والمقيمين في دولة “العدوان” كان هناك تعامل دبلوماسي متصل ومرتبط فقط بتذليل الصعاب وتيسير الحياة وتوفيق أوضاع السودانيين في دولة الإمارات.

سد الإعيسر باب الشك والريبة. وما انفك جمهور الميديا والمنصات التفاعلية من سيرة العلاقة بين الإمارات والسودان حتى خرج وزير المعادن وكبير المفاوضين وقال أن الخبر المتداول بشأن “وزير المعادن” أوقف صادر الذهب للإمارات ؛ هذا غير صحيح، وعارٍ من الصحة! وأضاف : ” بصرف النظر عن موقفي الشخصي أو الرسمي فإنني لست الجهة المختصة بإصدار مثل هذا القرار ..”.

وتباعًا للأحداث .. أصدر مكتب الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية تنويهًا عاجلًا أمس الجمعة، أكد فيه استمرار عمل قنصلية السودان في دبي، بدولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بعد أيام من قرار مجلس الأمن والدفاع السوداني بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات. وأوضح البيان الصادر عن وزارة الخارجية أن هذا القرار يأتي في إطار تسهيل الإجراءات القنصلية للسودانيين المقيمين في الإمارات، مما يعكس حرص الحكومة السودانية على تقديم الخدمات اللازمة لمواطنيها في الخارج. وأكدت وزارة الخارجية أن هذا القرار ساري المفعول حتى إشعار آخر، مما يعني أن القنصلية ستواصل عملها كالمعتاد رغم الظروف السياسية الراهنة.

هل استطعت عزيزي القارئ من خلال كل تلك الوقائع والأحداث أن تحدد طبيعة العلاقة بين السودان والإمارات ؟ وهل لك أن تجزم أن يحدث أي تصعيد بين البلدين في مقبل الأيام ؟ وما هو مصير المقيمين في دولة “العدوان” مع التوترات الدبلوماسية بين البلدين ؟

إنَّ أبلغ ما قيل في الحِنكة والمُكر والدهاء والتَحايُّل العاطفي، هو ما كتبه الشاعر الجيلي محمد صالح وغناه صلاح مصطفى في (يوم ورا يوم) :

تعال نتعاتب بحنيَّة

ونخلّي الحُب ياخد مجراه ..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *