المتمة تضيء شمعة : حملة العودة للمدارس تبعث الأمل من قلب المعاناة

المتمة – شبكة -الخبر في زمنٍ تتعالى فيه أوجاع السودان وتتسع فيه رقعة النزوح والمعاناة، وبينما تسلب الحرب الأطفال أحلامهم وحقهم في التعليم، أطلقت محلية المتمة بولاية نهر النيل شعلة أمل صغيرة، لكنها دافئة، من مدرسة عمر بن الخطاب الابتدائية بنين، حيث دُشّنت حملة “العودة للمدارس” بمبادرة من منظمة العطاش للسلام والتنمية، وبتمويل من منظمة اليونيسف، وبتعاون وثيق مع وزارة التربية والتعليم بالولاية.

الحملة، التي انطلقت في قلب مجتمعٍ أرهقته التحديات الاقتصادية والاجتماعية، جاءت في توقيت بالغ الحساسية، إذ تشير التقديرات الأممية إلى وجود أكثر من 7 ملايين طفل خارج منظومة التعليم في السودان، ضحايا مباشرة أو غير مباشرة للحرب المندلعة منذ أكثر من عام، والتي دمرت آلاف المدارس وشردت ملايين الأسر.

وفي كلمته أمام الحضور، قال اعبد الرحيم العبيد الفكي، مدير الإدارة العامة للتعليم الأساسي بالولاية، إن الحملة تمثل نموذجاً لما يمكن أن تقدمه الشراكات بين الجهد الرسمي والمجتمع المدني والمنظمات الإنسانية، مؤكداً أن التحدي الأكبر لا يكمن فقط في إعادة التلاميذ إلى المقاعد، بل في ضمان استمراريتهم وسط بيئة تعليمية محفزة وآمنة.

من جهة أخرى، عبّر د. عبد العال حسن، ممثل منظمة عطاش، عن التزام منظمته بإعادة الأمل إلى أسر الأطفال الذين انقطعت بهم سبل التعليم، مؤكداً أن كل طفل سيجد في المدرسة حضناً آمناً وبيئة قادرة على رتق شروخ الفقد والنزوح.

شهد البرنامج تسجيل عدد من الأطفال الذين بلغوا سن التمدرس، ووزعت المنظمة حقائب وأدوات مدرسية تشجيعاً لهم وللفائزين في المسابقات الأكاديمية التي أقيمت بهذه المناسبة، في مشهد امتزجت فيه دموع الفرح بالحلم المستعاد.

في ظل الحرب التي مزقت الجغرافيا وأربكت الحياة، بدت المتمة، في ذلك اليوم، أشبه بضمادة صغيرة على جسد وطن جريح. خطوة متواضعة، نعم، لكنها تسير في الاتجاه الصحيح: نحو مستقبل لا يُقصى فيه طفل عن حقه في التعليم.


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *