ليو الرابع عشر يعتلي العرش البابوي: انتخاب تاريخي يهز أركان الكنيسة

دولية – شبكة الخبر ـ في لحظة غير مسبوقة بتاريخ الكنيسة الكاثوليكية، أعلن الفاتيكان، يوم الخميس، انتخاب الكاردينال الأمريكي روبرت فرانسيس بريفوست حبرًا أعظم، خلفًا للبابا الراحل فرنسيس، متخذًا اسم “ليو الرابع عشر”، ليكون بذلك أول أمريكي يتولى منصب البابا منذ نشأة الكرسي الرسولي.
جاء الإعلان وسط هتافات آلاف الحشود المحتشدة في ساحة القديس بطرس، عقب تصاعد الدخان الأبيض من مدخنة كنيسة سيستين، إيذانًا باختيار البابا الجديد بعد يومين من جلسات المجمع المغلق الذي شارك فيه 133 كاردينالاً تحت سن الثمانين.

وأطل البابا المنتخب من شرفة كاتدرائية القديس بطرس، ليمنح “البركة الأولى” للجماهير بوجه هادئ ونبرة دافئة، قائلاً:
“أحمل في قلبي دعوة للتواضع والسلام والحوار، وأصلي من أجل أن أكون خادمًا أمينًا لكنيستنا وشعوب العالم كافة.”

مراسم انتخاب بابا غير تقليدية

المجمع المغلق (Conclave) بدأ صباح الأربعاء في الفاتيكان بعد جنازة البابا فرنسيس، الذي توفي في 21 أبريل عن 88 عامًا.
في اليوم الثاني، وبعد أربع جولات اقتراع، حاز بريفوست ثقة الكرادلة بنسبة الثلثين المطلوبة، وتم إعلان اسمه في تقليد تاريخي اتسم هذه المرة بمفاجأة الجنسية والانتماء.

ويأتي انتخاب بريفوست، المولود في شيكاغو عام 1955، تتويجًا لمسيرة طويلة في الخدمة الكنسية. فقد انضم إلى رهبنة القديس أغسطينوس، ثم خدم كمبشر لسنوات في بيرو، حيث نال الجنسية البيروفية، قبل أن يعود إلى الفاتيكان ليشغل منصب رئيس دائرة الأساقفة منذ 2023، وهو المنصب الذي خوّله دورًا محوريًا في تعيين الأساقفة حول العالم.

ردود فعل عالمية

تلقت العواصم العالمية خبر انتخاب البابا الجديد بترحيب واسع، حيث وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحدث بـ”لحظة فخر تاريخية”، بينما عبّر الرئيس الفرنسي عن أمله في أن “يواصل البابا الجديد نهج الانفتاح والسلام الذي أسسه سلفه فرنسيس”.

وفي بريطانيا، قال رئيس الوزراء كير ستارمر إن انتخاب ليو الرابع عشر “يعكس عالمية الكنيسة ودورها في دعم التفاهم بين الشعوب والأديان”.

مهام مرتقبة وتحديات كبرى

يتسلم البابا ليو الرابع عشر قيادة الكنيسة الكاثوليكية في لحظة دقيقة، تتطلب استكمال إصلاحات داخلية بدأها البابا فرنسيس، أبرزها تعزيز الشفافية في دوائر الفاتيكان المالية، وتوسيع أدوار العلمانيين والنساء في البنية الكنسية.
كما يُنتظر أن يقود الاحتفالات الكبرى بيوبيل عام 2025، الذي أعلنه سلفه عامًا للرجاء والسلام، وسط عالم تعصف به الحروب والانقسامات.

**

من سيستين إلى ساحة القديس بطرس، ومن شيكاغو إلى قلب الفاتيكان، بدأ عصر جديد في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، يحمل اسمًا تاريخيًا جديدًا: ليو الرابع عشر.

 


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *