أبوظبي ـ شبكة_الخبر ـ في تطور غير مألوف على مستوى الخطاب الدبلوماسي، أصدرت وزارة الخارجية الإماراتية بياناً حادّ اللهجة رفضت فيه قرار مجلس الأمن والدفاع السوداني بقطع العلاقات بين البلدين، ووصفت التصريحات السودانية بأنها “تكتيك تضليلي يهدف لتقويض مبادرات السلام”. هذا البيان، بحدّته ومضامينه، يطرح تساؤلات مشروعة حول طبيعة الموقف الإماراتي: هل نحن أمام موقف مبدئي راسخ في دعم الاستقرار، أم أن البيان يعكس انفعالاً سياسياً لحظياً في وجه تصعيد سوداني غير متوقع؟
وجاء في نص البيان الإماراتي:
أبوظبي في 7 مايو/وام/ أكدت الإمارات العربية المتحدة أنها لا تعترف بقرار سلطة بورتسودان، باعتبار أن هذه السلطة لا تمثل الحكومة الشرعية للسودان وشعبه الكريم، وأن البيان الصادر عن ما يسمى مجلس الأمن والدفاع لن يمس العلاقات الراسخة بين دولة الإمارات وجمهورية السودان وشعبيهما الشقيقين.
وشددت وزارة الخارجية، في بيان لها، أنّ قرار سلطة بورتسودان – أحد الطرفين المتحاربين في السودان – بقطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الإمارات رد فعل عقب يوم واحد فقط من رفض محكمة العدل الدولية الدعوى المقدمة من قبل سلطة بورتسودان.
ورفضت الوزارة التصريحات المشينة الصادرة عن سلطة بورتسودان التي تعتبر مناورة للتهرب من مساعي وجهود السلام، وشددت على أنّ السودان وشعبه الكريم بحاجة إلى قيادة مدنية ومستقلة عن السلطة العسكرية تضع أولويات الشعب الشقيق في المقام الأول قيادة لا تقتل نصف شعبها وتجوّع وتهجّر النصف الآخر.
وأضافت الوزارة أنّ دولة الإمارات تقف إلى جانب الشعب السوداني، وبشكل خاص الجالية السودانية الكبيرة المقيمة على أرض الإمارات والزائرين السودانيين والذين لن يتأثروا بالقرارات الأخيرة.
وجددت التأكيد على أنّ دولة الإمارات تعد في مقدمة دول العالم في دعم السودان على مدى العقود الخمسة الماضية، ولن تتوانى عن تقديم يد العون للشعب السوداني الشقيق.
الموقف الرسمي السوداني، من جهته، اتهم الإمارات بدعم قوات الدعم السريع، وهي تهمة ظلّت تتردد في الإعلام المحلي والدولي دون حسم قاطع، مما أضفى على بيان مجلس الأمن والدفاع بُعداً رمزياً أكثر من كونه إجراءً دبلوماسياً عملياً.
في هذا السياق، يبدو أن البيان الإماراتي يسعى لإعادة ضبط الصورة، والرد على ما تعتبره “محاولة شيطنة” لدورها في الملف السوداني. لكنه في الوقت ذاته يفتح الباب أمام أزمة دبلوماسية جديدة قد تُلقي بظلالها على مسار السلام، وتضع علامات استفهام حول الدور الفعلي لأبوظبي في الأزمة، ومدى استعدادها لتحمّل تبعات التصعيد السياسي في الخرطوم.
فهل البيان الإماراتي لحظة مواجهة اضطرارية؟ أم بداية لتحوّل في التموضع الإقليمي تجاه السودان؟
الأيام القادمة كفيلة بتوضيح المسار.
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.