بورتسودان ـ شبكة_الخبر ـأعلنت شرطة ولاية البحر الأحمر، الإثنين، أن طائرة مسيّرة “معادية” نفّذت هجوماً استهدف المستودعات الاستراتيجية لتخزين الوقود بمدينة بورتسودان، ما أدى إلى اندلاع حرائق هائلة في مستودعات الجازولين وامتدادها إلى منشآت أخرى بالمنطقة الصناعية.
وأكدت الشرطة في بيان رسمي أن المستودعات المتضررة تُعد من أكبر منشآت تخزين الوقود في السودان، مشيرة إلى أن الهجوم يُعد تصعيداً خطيراً يستهدف البنية التحتية الحيوية للدولة. وأضافت أن قوات الدفاع المدني وشرطة النفط تعملان على مدار الساعة للسيطرة على الحريق ومنع توسعه، وسط مخاوف حقيقية من انفجارات متتالية نتيجة اشتعال المواد البترولية.
وتفقّد مدير شرطة الولاية، اللواء دفع الله طه أحمد، موقع الحادث ميدانياً، حيث وقف على الجهود المكثفة المبذولة لإخماد الحريق وتأمين المنطقة. وأكد اللواء دفع الله أن فرق الطوارئ تبذل كل ما في وسعها لتفادي ما وصفه بـ”كارثة بيئية وإنسانية محتملة”.
وأطلقت الشرطة تحذيرات شديدة من التداعيات البيئية الناجمة عن احتراق كميات كبيرة من الجازولين، مشيرة إلى أن الأدخنة المتصاعدة والمواد الكيميائية المنبعثة قد تؤدي إلى تلوث الهواء والتربة والمياه الجوفية، مما يعرّض صحة السكان والمحيط البيئي للتلوث.
يأتي الهجوم في وقت تشهد فيه البلاد تصعيداً عسكرياً مستمراً بين الجيش وقوات “الدعم السريع” بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي). وتُتهم “الدعم السريع” بتنفيذ عدد من الهجمات المماثلة باستخدام طائرات مسيّرة، استهدفت في الأشهر الماضية منشآت عسكرية ومرافق مدنية في مدن مختلفة، أبرزها مدني وسنار.
ويُعد استهداف بورتسودان تحوّلاً لافتاً، إذ ظلت المدينة، التي تؤوي مقر الحكومة الانتقالية والميناء الرئيسي للبلاد، خارج نطاق المواجهات المباشرة. ويرى مراقبون أن هذا الهجوم يعكس استراتيجية جديدة تهدف إلى شلّ قدرات الحكومة اللوجستية والاقتصادية، وإرسال رسالة بأن أي منطقة في السودان باتت في مرمى النيران.
اكتشاف المزيد من شبكة الخبر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.