نيالا تشتعل: هجوم مباغت يهز المطار ويكشف أسرار الشحنات الغامضة

نيالا ـ شبكة الخبر

في تطور عسكري مباغت، هزّت انفجارات عنيفة مطار نيالا الدولي بولاية جنوب دارفور فجر السبت، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات الدعم السريع، بينهم عناصر أجانب يُعتقد أنهم من جنسيات عربية، وفق ما أفادت مصادر طبية وشهود عيان لـ”دارفور24″.

وقع الهجوم في ساعة مبكرة من صباح السبت، مستهدفًا مواقع داخل المطار الذي يقع على بُعد 5 كيلومترات شرقي المدينة، وتسيطر عليه قوات الدعم السريع منذ أشهر. وأكدت مصادر في الجيش السوداني أن العملية استهدفت مخازن للأسلحة والوقود داخل المطار، فيما التزمت قوات الدعم السريع الصمت، دون إصدار أي بيان حتى لحظة إعداد هذا التقرير.

شهود عيان تحدثوا عن احتراق عدد من الجثث داخل المطار، مؤكدين أن من بين القتلى عناصر كانوا في طريقهم للسفر لتلقي العلاج، بالإضافة إلى أفراد حراسات. كما نعى موالون للدعم السريع عبر مواقع التواصل الاجتماعي عددًا من القيادات، رجّحوا مقتلهم في الهجوم.

وفي تصريح خاص لـ”دارفور24″، أفاد مصدر طبي في المستشفى التركي بنيالا بوصول مصابين من قوات الدعم السريع عقب الهجوم، بينهم أجانب، ما يعزز الشكوك حول وجود أطراف غير سودانية في صفوف الدعم السريع أو في مهام لوجستية مرتبطة به.

تزامنًا مع الهجوم، شنت قوات الدعم السريع حملات اعتقال واسعة شملت عشرات المدنيين، بالإضافة إلى عناصر سابقة في الجيش والشرطة وجهاز المخابرات العامة، فضلًا عن أفراد يُشتبه بانتمائهم لحزب المؤتمر الوطني المحلول. وأفاد شهود من أحياء “خرطوم بليل” و”الجبل” و”طيبة النيل” و”المطار” بأن المداهمات استهدفت أيضًا مواقع لأجهزة استقبال الأقمار الاصطناعية (ستارلينك)، وسط انتشار مكثف لعناصر بزي مدني وآخرين يرتدون زي الشرطة العسكرية.

وفي تطور ميداني آخر، أفاد شهود محليون بهبوط طائرة في مدرج المطار في حوالي التاسعة إلا ربع مساء الجمعة، دون أن تقلع لاحقًا، ما أثار تساؤلات حول ارتباطها بالضربة الجوية أو بالمستهدفين.

ويأتي الهجوم في ظل تصاعد الجدل حول الدور العسكري لمطار نيالا، الذي كشفت “دارفور24” في تحقيق نشر في مارس الماضي عن تحوله إلى مركز شحن جوي رئيسي لقوات الدعم السريع. ووفق التحقيق، هبطت بالمطار 130 طائرة شحن بين 21 سبتمبر 2024 و14 مارس 2025، يُعتقد أنها حملت أسلحة ومعدات عسكرية متطورة بينها طائرات مسيّرة.

ولا تزال ملابسات الضربة وظروف تنفيذها محل غموض، في ظل صمت رسمي من جميع الأطراف، وتكهنات بوجود اختراق أمني داخل المطار أو تسريب معلومات حساسة عن حركة الشحنات والأفراد.


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *