جلحة… نجم الترند الذي التهمته الحرب في الوادي الأخضر

شرق النيل ـ شبكة _ الخبر  ـ الصورة التي بين أيدينا ليست كومة أنقاض ولا بقايا مبنى متروك. إنها شاهد قبر صامت على نهاية دامية لرجلٍ أشعل الجبهات وشغل الناس في ساحات الحرب وفضاءات الميديا… إنه  رحمة الله المهدي، الشهير باسم “جلحة.

ويُعتبر “جلحة”  الذي  قتل  في الثامن والعشرين  من  يناير الماضي  واحدا من أشهر قادة الدعم السريع، بحيث كان يتنقل بقواته من مختلف المحاور بين الخرطوم والجزيرة وكردفان، وينشط بشكل لافت على وسائط التواصل الاجتماعي.

في رواية ميدانية مثيرة، وثّق الصحفي السوداني محمد قنات تفاصيل مقتل القائد الميداني في قوات الدعم السريع المعروف بـ”جلحة”، مستعرضًا شهادته من موقع الحدث شرق النيل، حيث دُفن الرجل على عجل بعد أن قُتل في ضربة مسيّرة مع 67 من مقاتليه.
لم يكن جلحة مجرد قائد ميداني. وفقًا لما أورده قنات، كان الرجل ظاهرة إعلامية في قلب الحرب، مقاتلًا مثيرًا للجدل، جمع بين الجرأة العسكرية والصخب الشعبي، حتى صار نجم ترند على وسائل التواصل، وأحد أبرز الأسماء التي ارتبطت بخطاب “الدفاع عن الثورة والهامش”.
ويضيف الصحفي محمد قنات، أن جلحة في أيامه الأخيرة أصبح قلقًا من غياب حميدتي، وبدأ يتحدث علنًا عن اختفاء القيادة، بل لوّح بتسليم نفسه للجيش في حال استمرار الصمت. في أحد مقاطعه قال: “لو ما ظهر القائد، نحنا بنسلم للجيش… نحنا ما لعبة.”

وبحسب رواية قنات، فإن جلحة كان يختبئ مؤقتًا في منطقة شرق النيل، لكنه انتقل لاحقًا إلى الوادي الأخضر، مربع 20، وتحديدًا بالقرب من منزل الصحفي نفسه. وهناك، بينما كان يتهيأ لتسجيل بث مباشر ينفي فيه دخول الجيش للمنطقة، استهدفته مسيّرة بدقة، لتقضي عليه ومعه عشرات من عناصره.

يختم قنات روايته بوصف مأساوي: “حفرة ليست عميقة، طمروا فيها الجثث، نثروا بعض الطوب فوقها، ثم جاءت الكلاب الضالة تنهش ما تبقى من أشلاء.”
في نهاية المشهد، لا تبقى سوى الذاكرة، وصدى الترند، وبعض الصور…
وجلحة الذي شغل الناس، انتهى كما انتهى كثيرون في هذه الحرب، بلا ضوء، بلا تأبين… فقط رواية شاهدة.


اكتشاف المزيد من شبكة الخبر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.